التعايش مع التهاب البروستاتا المزمن

التعايش مع التهاب البروستاتا المزمن

 التعايش مع التهاب البروستاتا المزمن


التعايش مع التهاب البروستاتا المزمن | تعتبر البروستاتا غدة عضلية هامة في كل من الجهازين البولي والجهاز التناسلي الذكري لذلك تلقى العناية التامة من الرجال عند حدوث أي خلل فيها بسبب دورها الفعال في ألية حدوث الإنجاب.

و قد سجلت السنوات الأخيرة أعداد متزايدة لحالات الإصابة بالالتهابات البروستاتا على درجاتها، والتي تعتبر من الحالات المزمنة التي يعاني منها الرجال عند بلوغ سن الثلاثين وما بعد، و سيكون هذا المقال من موقع صحة الرجل للحديث عن موضوع التعايش مع التهاب البروستاتا المزمن والإحاطة بالموضوع من مختلف الجوانب.

 

ما هو التهاب البروستاتا المزمن

تقع البروستاتا خلف المثانة وتحيط بشكل جزئي بالقناة الناقلة للبول والسائل المنوي والتي تسمى بالإحليل، تعمل هذه الغدة على إفراز مواد كيمائية عن طريق الجزء المركزي منها أما العضلات والأنسجة المحيطة بها تتحكم بحركة الغدة وبتدفق السائل المنوي، قد تتعرض هذه الغدة لخطر الإصابة بالالتهابات بطريقتين:

  • بسبب مرض واضطراب مفاجئ في الجسم.
  • عن طريق نقل العدوى بطريقة ما إلى هذا الجزء.

ويؤدي الالتهاب إلى شعور بالألم نتيجة تهيج الغدة وزيادة حجمها وزيادة قوة الالتهابات سيؤثر على عمليتي التبول وإنتاج السائل المنوي وفي حالات مرضية متقدمة قد يؤدي للإصابة بسرطان البروستات نتيجة لانتقال العدوى إلى الجزء الغدي المركزي للبروستاتا، ويتم الاعتماد على تحليل التهاب البروستاتا لتقييم وضع المريض ودرجة الالتهاب حيث يتم فحص كل من البول والسائل المنوي لقراءة النتائج.

وأهم النقاط التي تميز التهاب البروستات عن تضخم البروستات هي أن التضخم يحدث بشكل تدريجي ومتوقع مع التقدم بالعمر أما الالتهابات تحدث بشكل مفاجئ ولا ترتبط بسن معين فمجرد البلوغ لدى الذكور يفتح باب إمكانية الإصابة بالالتهابات وتطورها، ويمكن تقسيم التهاب البروستاتا إلى درجتين هما:

  • التهاب حاد: والسبب المؤكد له هو انتقال عدوى بكتيرية، لذلك فحدوثه يكون مفاجئ قوي وغير متوقع.
  • التهاب مزمن: يأتي في المستوى الثاني من حيث حدة الألم يمتد لفترة من الزمن قد تصل لثلاثة أشهر، ويختلف المسبب فهو إما عدوى مخففة أو بسبب مشاكل وإصابات في الحوض.

 

التعايش مع التهاب البروستاتا المزمن
التعايش مع التهاب البروستاتا المزمن

 

أسباب التهاب البروستاتا المزمن

تتعدد و تتنوع  الأسباب المؤدية لحدوث التهاب البروستاتا المزمن لدى الرجال ونذكر منها:

  • العمر: يعتبر مسبب أساسي ولاسيما بعد تجاوز عمر الرجال 50سنة.
  • عمليات جراحية سابقة أجريت على البروستات.
  • إصابات التهابية سابقة تجعل الإصابة قابل للتكرار وبحدة أكبر.
  • الإصابة بأمراض نقص وعوز المناعة التي تضعف الجسم في التصدي للميكروبات.
  • زيادة الوزن بشكل مفرط أو حدوث خلل في إنتاج وتوزيع الهرمونات.
  • انتقال عدوى بالمثانة أو نشوء مشاكل في منطقة الحوض.

ويمكن تصنيف جميع الأسباب السابقة ضمن مجموعتين أساسيتين:

  • أسباب التهاب جرثومي: وسببه عدوى حقيقية تصيب البروستاتا وفي غالب الأحيان يحدث بعد الإصابة بالالتهابات البولية.
  • أسباب التهاب غير جرثومي: وتعزى إليها جميع الأسباب التي لا تتعلق بنقل البكتريا وتشمل قائمة واسعة نذكر منها:
  • التغيرات الجسدية والنفسية بالإضافة إلى حالات الحوادث والإصابات في منطقة تواجد البروستات.
  • استهلاك كميات كبيرة من المشروبات الكحولية أو تلك التي تحتوي على نسب عالية من الكافيين.
  • تناول الأطعمة التي تكثر فيها البهارات ولا سيما التوابل الحارة.
  • عدم التنظيم والاعتدال في حياة الرجل الجنسية.

 

أعراض التهاب البروستاتا المزمن


هناك قائمة من الأعراض الني تنذر بوجود الالتهابات والتي تختلف في عدد الأعراض وشدتها من شخص لأخر ولكن ظهور أياً منها ينذر بضرورة طلب استشارة طبية لتفادي تفاقم المشاكل ويمكن ذكر بعض النقاط التي يتوجب عدم إهمالها:

  • مشاكل التبول الكثيرة ومنها ظهور دم في الخروج أثناء التبول مع شعور بالألم وحرقة البول التي تصيب المريض بالإضافة إلى كثرة عدد المرات التي يطلب فيها التبول مع صعوبة في إفراغ المثانة مما يعني تراكم كميات البول لفترات طويلة دون تصريفها والذي قد ينتهي باحتباس حاد للبول.
  • الشعور بالألم الذي يأتي على شكل نوبات أو بصورة مستمرة في الحوض ولاسيما في المنطقة السفلية من الظهر والبطن.
  • الإحساس بالألم في المناطق التناسلية الذكرية ولاسيما أثناء القذف.
  • أعراض مختلفة أشبه بالأعراض المرافقة لحالات الأنفلونزا ونزلات البرد كالحرارة المرتفعة.
  • تقلبات هضمية عديدة في منطقة الحوض والتي قد تؤدي إلى الغثيان والإقياء.
  • حدوث زيادة في حجم البروستات وهذه التضخم لا يجب إهماله.

 

التعايش مع التهاب البروستاتا المزمن


لا يمكن اعتبار التهاب البروستات المزمن من الأمراض الخطيرة فالاطلاع على أسباب وتداعيات المرض بقليل من التركيز والانتباه تكفي لمعرفة طرق العلاج وتخفيف الألم بشكل ذاتي أو عن طريق استشارة طبيب مختص عاصر مجموعة كبيرة من الحالات اكسبته مهارة وخبرة في ألية التعايش ونذكر منها:

  • القيام بالحمام الدافئ قدر الإمكان وتوزيع عدد مرات القيام به على مدار اليوم الأمر الذي يخفف الشعور بالألم.
  • ترك التدخين والمشروبات الضارة التي تثير المثانة مع الابتعاد عن الأطعمة الحارة وتجنب تناول الطعام وهو ساخن.
  • في حال ظهور مشاكل في حركة الأمعاء يفضل اللجوء إلى استخدام الملينات لتجنب الضغط والشد نتيجة الإمساك.
  • التركيز على شرب كميات كافية من الماء يومياً بحدود لترين.

إن الالتزام بالتعليمات والإرشادات المقدمة من الطبيب تجعل الشخص المصاب بالتهاب البروستاتا المزمن يمارس نشاطاته اليومية والجنسية وكأن شيئاً لم يكن والوقت كفيل بالشفاء.

 

التعايش مع التهاب البروستاتا المزمن
التعايش مع التهاب البروستاتا المزمن

 

علاج التهاب البروستاتا المزمن


لا يمكن اللجوء إلى العمل الجراحي فهو ليس الخيار الأمثل لمثل هذه الحالات، مع توفر مجموعة من العلاجات الطبية والدوائية التي تقدم النتيجة المطلوبة في الشعور بالراحة والتخفيف من الأعراض ونذكر منها:

  • المضادات الحيوية: والتي تحتاج لتقدير من الطبيب المختص بعد دراسة الحالة لتحديد نوع الجرثومة المسببة للالتهاب ودرجته ويجب الالتزام بالمدة المطلوبة والتي تتراوح بين أسابيع بالحد الأدنى وقد يحتاج 12 أسبوع في حال كانت البكتريا المسببة غير معروفة، ويفضل الإقامة في المستشفى في بداية العلاج لضمان تسريب الجرعات المحددة عن طريق الوريد بهدف العلاج وتخفيف الألم، مع الانتباه لعدم استخدام المضادات الحيوية لفترات طويلة لأن ذلك ينتج سلالات جديدة غير متوقعة من الجراثيم. .
  • أدوية مرخية وباسطة للعضلات ووظيفتها تخفيف الألم في منطقة الحوض.
  • المسكنات: تسمح بممارسة النشاطات اليومية بتخفيف الألم المرافق لعمليات التبول والقذف مع الانتباه لوجوب تناوله بعد الطعام وعدم استخدامه لفترات طويلة.
  • مضادات الفا: وظيفتها الأساسية بسط عضلات المنطقة التي يخرج منها البول من المثانة للقناة البولية مما يسمح بتدفق البول ويخفف الشعور بالألم، وغالباً ما تحتاج فعاليته مدة من ثلاث أشهر وحتى ستة أشهر وقد تزداد مدة العلاج أكثر في حال انسداد القناة بشكل جزئي بسيط أو كلي.
  • العلاج الفيزيائي: ويسمى في بعض المراجع بالعلاج الطبيعي، يترافق مع فترة الحصول على المضادات الحيوية، تشمل مجموعة من العلاجات الرياضية والكهربائية التي تهدف إلى إرخاء العضلات بغية تخفيف الألم وتختلف فعاليتها من شخص لأخر لذلك يفضل التقييم بوجود طبيب مختص ومن أمثلة هذه العلاجات:
  • جلسات سيتز: وهي عبارة عن حمام ماء دافئ للحوض مع التدليك بهدوء بهدف السماح بارتخاء العضلات.
  • الاعتماد على الموجات الميكروية في تدفئة منطقة الحوض بدلاً من حمام الماء الدافئ وتعتبر هذه الطريقة عملية أكثر.
  • تدليك غدة البروستاتا مع القيام بمساج لمنطقة الحوض.
  • الوخز بالأبر والتي قد تقدم الراحة لبعض المرضى.

 

في ختام مقال التعايش مع التهاب البروستاتا المزمن:

نكون قد تناولنا موضوع التعايش مع التهاب البروستاتا المزمن، من خلال الحديث عن تعريفه والأسباب المؤدية لحدوثه، مع ذكر الأعراض التي تنذر بوجوب التدخل الطبي وكيفية التعايش مع هذا النوع من الالتهاب والعلاجات المتاحة لتخفيف الألم.

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *